فيقول لكافور: يلتمس من يضمر العداوة لك، ويرتقب من يتربص المكاره بك، دليلا في تأييد الله لأمره، وبيانا فيما يتكفل الله به من إعلانك ونصرك، بعد الذي أظهره في شبيب لما شانك وناصبك، وعصاك وخالفك.
ثم قال: رأت أعداؤك كل من قابل وفاءك بالغدر، وإحسانك بالجحود والكفر، يبتلى بغدر حياته، ومعاجلة حتفه له، وإن تخطاه ذلك، اختلفت أحوال الزمان إليه، وصممت بمكارهها إليه.
بِرَغْمِ شَبِيْبٍ فَارَقَ السَّيْفَ كَفُّهُ ... وكانَا على العِلاَّتِ يَصْطَحِبَانِ
فيقول: برغم شبيب أعجل الله الحتف نفسه، وفارق السيف كفه؛ لما كفر أيها الأستاذ نعمتك، وخلع طاعتك، وكان السيف قبل ذلك ينصره على العلات ولا يخذله، ويعضده فيما يجادله ولا يسلمه، فلما خالفك أغفل نصرته، ولما فارقك كره صحبته.
ثم قال: كأن رقاب الناس بإفراطه في قطعها، وإسرافه في ضربها، طالبته في نفسه، وتمتمت به إلى سيفه، فذكرته بما بين اليمن وبين قيس عيلان من الإحن القديمة، والترات المشهورة، فقالت له: أنت منسوب إلى اليمن، واليهم تنسب السيوف، وشبيب رفيقك من رؤساء قيس عيلان، فما لك لا تدرك فيه لترتك، وتخذله تعصبا لليمن جماعتك؟! فكأن السيف أصغى إلى تلك التماتم، وطالب شبيبا