كالغمام، والناب: السن الذي تلي الرباعية إلى داخل الفم، والكعاب: الجارية التي قد نتأ صدرها.
فيقول: جلا لون شعري الشباب، الذي هو سواده، عن لون من المشيب، أبان كل مسلك من الرشد، وهدى إلى كل مطلب من الحق، وأنقذ من غواية الحداثة، وبصر من جهالة الغرارة، وكان كالضباب الذي ينجاب عن وضح النهار، وينكشف فيبدو ضياؤه للأبصار.
وفي الجسم مني نفس كريمة، صابرة على ريب الخطوب، جليدة لا تشيب بشيب الجسم المتضمن لها، ولا تهرم بهرم الشخص المستقل بها، ولو أن ما في الوجه من شيبة حراب تنكته، وأسنة تطعنه.
ثم قال مشيرا إلى نفسه: لها ظفر إذا فني الظفر المستعز به، وناب من الجلد إذا فني ناب الفم المتفجع له، فأنا اعتاض بها مما يغلبني عليه الدهر، وأصبر بكرمها على ما يتعذر عليه الصبر.
ثم قال: يغير مني الدهر ما شاء بتصرفه، ويبلي ما انصرم عليه بتقلبه غيرها، فإنه لا يبلي جدتها، ولا يضعف جلادتها وقوتها، وأيام الدهر تنصرم وهي كعاب مقتبلة، ومدة تفنى وهي على أخلاق الشباب محتملة.
الصحبة والأصحاب والصحابة والصحاب: كل ذلك بمعنى، والوطن: محل الإنسان وموضع مستقره، والإياب: الرجوع، والذملان: ضرب من عدو الإبل، والعيس: جمال يغلب على ألوانهن البياض، والأكوار الرحال، واحدها كور.
فيقول: وإني في علو القدر، وبيان التقدم والفضل، لكالنجم أهدي صحبتي إلى