الخب: ضرب من العدو، والركاب: الإبل تحمل القوم، والمرام: المطلب، والمدام: الخمر.
فيقول: أقمت بأرض مصر لا أهم عنها برحلة، ولازمتها لا أزمع منها على نقلة، وهي نائبة بي غير موافقة، وموحشة لي غير ملائمة.
ثم قال: وملني الفراش لطول العلة، ولازمته مع شدة الضرورة، وما زال جنبي يمله في كل عام بغزوة استقبلها، وغبطة في الحركة أتعرفها.
ثم قال: وهاأنا الآن في مرضي، قليل من يعودني فآنس بقربه، ويعتقدني فأثق بوده، سقيم بفؤاد بما حصلت عليه من الخيبة، مستوحش النفس لما صرت إليه من الوحدة، كثير من يحسدني على النبل، ويصعب عليه ما أحرزته من الفصل.
ثم قال: وأنا مع ذلك عليل الجسم، لا أستطيع على القيام، متصل السكر، دون أن ألم بالمدام. يشير إلى شدة ضعفه، واستيلاء المرض عليه في جملة أمره.
وَزَائِرَتِي كَأَنَّ بِها حَيَاءً ... فَلَيْسَ تَزُورُ إِلاَّ في الظَّلامِ
بّذَلْتُ لها المَطَارفَ والحَشَايَا ... فَعَافَتْها، وَبَاتَتْ في عِظامي
المطارف: ثياب خز مربعة لها أعلام، [والحشايا]: واحدها حشية، [وهو ما حشي من الفرش مما يجلس عليه]، وتوسعه: بوزن تفعله، من قولهم أوسعت على فلان.
فيقول، وهو يشير إلى الحمى التي كانت تناله: وزائرتي التي تفتقدني، ومعتادتي التي تردني، كأن بها حياء في الزيارة لي، وخجلا عند الإلمام بي، فليس تزور إلا معتمة، ولا ترد إلا مستترة، وذلك أشد لألمها، وأبلغ في وجعها؛ لأنها توجب حينئذ السهر، وتثير البلابل والفكر، فأشار إلى هذا التشكي بوجه، بسطة للحمى من