للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم قال: وإن أفضيت من العلة إلى السلامة، ومن المرض إلى الكفاية، فإنما أسلم من الموت ومصيري إليه، وأعدل عنه ولا بد من الورود عليه.

تَمَتَّعْ مِنْ سُهادٍ أو رُقَادٍ ... ولا تَأْمُلْ كَرى تَحْتَ الرَّجامِ

فإِنَّ لِثَالِثِ الحالتَيْنِ مَعْنى ... سِوَى مَعْنى انْتِبَاهِكَ والمَنَامِ

السهاد: عدم الرقاد، والكرى: النعاس، والرجام: القبور، الواحد: رجم.

فيقول، وهو يخاطب نفسه: تمتع من النوم واليقظة، ومن السكون والحركة، ولا تأمل النوم في برد أباطيل الدنيا، بعد زيارة لحدك، وانصرام عمركن فإن الموت يهدم اللذات، وينقل عن معهود الراحات.

ثم قال: وتيقن أن بعد اليقظة والنوم معنى ثالثا من الحق، وحالا منتظرة من الجد، هي غير هذه الأباطيل، وخلاف هذه التكاذيب، فلتلك الحال فاعمل بجهدك، وإليها فاقصد بسعيك، فإنما تطلبك ولا تغفلك، وتعجبك ولا تمطلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>