فيقول: والسيد المدرك للمجد هو فاتك، هذا الممدوح، في كرم خصاله، وشرف خلاله، ودخول الكاف في تشبيهه منقص لما أكمله الله من مجده، وأفرده به من جلالة قدره؛ لأنه كالشمس في شرف عنصرها، وعلو موضعها، وما للشمس أشباه تعادلها، ولا أمثال تقارنها.
ثم قال مشيرا إليه: القائد الأسد من اصحابه، والسباع الضارية من أشياعه الذين غذاهم بقتل نظرائهم من الفرسان، وعودهم الإيقاع بأمثالهم من الأقران، وهم كالأشبال التي لم تتكامل قوتها، وصغار السباع التي تتناهى شدتها، فأنسها بالوقائع حتى قوى أسرها، واقتحم بها على المهالك حتى بلغت الأشد من سنها.
ثم قال، وهو يريد فاتكا: القاتل السيف في جسم من يقتله، والكاسر له في أعضاء من يضربه، والسيوف كالناس في الفناء الذي يدركها، والآجال التي بلغها. فأشار إلى أن فاتكا في غاية الجرأة، وضربه في غاية الشدة والقوة.
الأهمال:[الإبل] المتروكة لا يعنى بحفظها، واحدها همل، والمال، الماشية من الإبل والبقر والغنم، والوحش: كل ما لا يستأنس من دواب البر، والعير هاهنا: حمار الوحش، والهيق: ذكر النعام، والخنساء: البقرة الوحشية، والخنس: انخفاض