للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قصبة الأنف، وعرض أرنبته، والذيال: الثور الوحشي.

فيقول: إن فاتكا لبعد ذكره، وجلالة قدره، تتهيبه الفرسان في غاراتها فتحجم عن مقابلة أعماله، وتحذره فتعرض مولية عن السائمة من ماله، وهي مهملة ر يحفل بأمرها، ومتروكة لا يعرج على حفظها.

ثم قال، يشير إلى ما فاتك عليه، من مواصلة الغارات، وملازمة الفلوات، والتقوت بلحوم الوحش، والمعرفة بصيده، والاقتدار على جميع صنوفه: له من الوحش ما اختاره وقصده، وحاوله واعتمده، لا تفوت رغبته، ولا تسبق أسنته، فحمار الوحش وظليم النعان والذكر والأنثى من البقر، سواء عليه، وضرب واحد عنده، يسبق جميع ذلك بركضه، ويملكه بكرم خيله.

تُمْسِي الضُّيُوفُ مُشَهَّاةً يَعَقْوَتِهِ ... كَأَنَّ أَوْقَاتَها في الطَّيبِ آصالُ

لو اشْتَهَتْ لَحْمَ قَارِيْهَا لَبَادَرَها ... خَرَادِلٌ مِنْهُ في الشَّيْزَى وأَوْصَالُ

المشهي: الذي يعطي شهوته، والعقوة: ما حول الدار، والآصال: العشايا، الواحدة: أصيل، والقاري: المضيف، والخرادل: القطع، والشيزى: جفن تصنع من الشيزى وهو خشب أسود.

فيقول: تمسي الضيوف إذا احتلت بأفنية دار فاتك مكرمين، لا يمطلون لشهوة، مرفهين لا يستوحشون إلى نعمة، كأن أوقاتهم آصال في برد نسيمها، وما يتصل لهم من مسراتها ونعيمها.

ثم قال: ولو اشتهوا لحم القاري لهم لما تعذر عليهم لانخلاعه في مبرتهم، وحرصه على موافقتهم ومسرتهم، ولبادرهم منه خرادل مقطعة، وأوصال في الشيزى ممثلة، فكيف يظن بسائر ذلك مما يمكن إكرامهم به، وما يقدر استحسانهم له؟! وهذا من الإفراط الذي يخبر فيه بما لا يمكن، إشارة إلى استيفاء غاية ما يمكن.

<<  <  ج: ص:  >  >>