الصدى: العطش، والمحض: اللبن الذي لم يشبه ماء، واللقاح: جمع لقحة، وهي الناقة الحلوب، والسلسال والسلاسل: الذي يسهل جريه في الحلق، وأراد هاهنا الخمر، وذكرها على المعنى؛ لأن الخمر في معناها شراب، والشراب مذكر، والعرب تؤنثها وتذكرها، والتأنيث أشهر.
فيقول: إن فاتكا ممدوحه كريم الضيافة، مشهور السماحة، مرحب بقاصده، شديد الأنس بزائره، لا يوجعه الرزء لفقدان ماله وولده اللاصقين بنفسه، كايجاع فقدان أضيافه، ولا يوحشه ذلك كإيحاش ترحل زواره.
ثم قال مشيرا إلى سعة ضيافته، وكثرة ما يبذله للزوار من كرامته: يروي صدى الأرض بفضلات ما يسقيه أضيافه من اللبن والخمر، وما يتابع لهم من الألطاف والبر، فيفضل عنهم من ذلك ما يقوم للأرض مقام السقي البالغ، وما يحل محل المطر الساجم. وهذا ما قدمنا تفسيره من استجازة الوصف بما لا يمكن، إشارة إلى بلوغ غاية ما يمكن.
القرى: الضيافة، وعبط الدم: إجراؤه عبيطا، والعبيط: الطري، والساع: جمع ساعة من ساعات الزمان، والنزال والقفال: الأضياف الذين منهم من يقصد فينزل، ومنهم من ينصرف فيقفل، والآبال: جمع إبل على سبيل التكثير، والنائل: العطاء، والأطيفال: صغار الصبيان، وصغر الجمع على لفظه.
فيقول: إن فاتكا يعم ساعات زمانه بدماء يسفكها فيها، وأنفس يتلفها عند ورودها،