الشيم: الأخلاق، الواحد شيمة، والرمم: العظام البالية، واحدتها رمة.
فيقول: لا فاتك آخر غير المفقود في مصر فترحل إليه وتقصده، وتعول عليه وتعتمده، ولا له عوض في الناس كلهم فتعدل إلى ذلك العوض، تألفه وتقتصر عليه بالشكر والحمد.
ثم قال: من كانت لا تشابهه في شيمه، ولا تساجله في إقدامه وكرمه، وكان بينهم واحدا لا نظير له، وفردا لا يقترن رئيس به، أمسى في قبره رمة كسائر الرمم، وكواحد ممن أفناه الموت من الأمم.
ثم قال: عدمته بالموت الذي عاجله، والحتف الذي اخترمه وواقعه، ثم سرت مرتحلا عن أرضه، ومؤملا للعوض برئيس مثله، فلم تزدني الدنيا على العدم لما املته، ووقوع البأس عما طلبته.
أخفاف الإبل: واحدها خف، وهو فرسن البعير الذي يطأ الأرض بأسفله، والأصنام: تماثيل من خشب وأحجار كانت تعبد في الجاهلية، والعفة: الكف عما لا يحل، والمجد: إدراك الشرف.
فيقول: ما زلت أضحك إبلي وأن كانت لا تعقل، وأطيل عجبها مع أنها لا تفهم، (كلمة) نظرت إلى ملوك الأمصار التي قصدتها، ورؤساء البلاد التي ىختللتها، وتبينت أحوال من اختضبت بالدم في قصده، ولقيت أشد الجهد في ترحلها إلى أرضه.
ثم قال: أسير إبلي منهم تشبه الأصنام (في تعظيمها وطاعتها، ولا تشبهها) بعفتها عما يستجيزونه من الظلم؛ وبراءتها عما يحتملون عليه من البغي.