للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أَتَى الزَّمانُ بَنُوهُ في شَبِيبَتِهِ ... فَسَرَّهُمْ وأَتَينَاهُ عَلَى الهَرَمِ!

الأحداث: التصاريف، والحطم: التي تهلك بشدتها، واحدتها حطوم.

فيقول: الدهر يعجب من صبري على تحمل نوائبه، واستقلالي بما يطرقني من حوادثه، وأن كانت حطما موجعة، وكريهة مؤلمة، تطرق فأصبر، وتتابع فلا أنكر.

ثم قال مبينا لما قدمه: وقت من الدهر يضيع فلا أنتفع به، وينصرم وما أنا بالشاكر له، وعمر لا أغتبط بتراخي مدته، ولا أسر بتصرف في جملته، أقطعه في أمة لا أنس بقربها، ولا اسكن إلى مثلها وأود أني أفنيت عمري فيمن هدم من الأمم السالفة، وبين ما انصرم من القرون الماضية.

ثم قال: أتى الزمان من تقدمنا من أبنائه وهو شاب غير هرم، وطلق غير متجهم، فسر وأسعد، وأبهج وأغبط، وأتيناه هرما قد كبر، وعابسا قد بسر، فاكتنفتنا صروفه، وتعاورتنا خطوبه، ولم يكنا أن نحيله عن رتبته، ونعدل به عن بنيته.

<<  <  ج: ص:  >  >>