فيقول، وهو يريد كافورا: أتحلف على أنك لا تكلفني مسيرا أتمونه، ولا تحملني سفرا أتجشمه، وأن كان ذلك المسير إلى مال أستفيده، ومكسب أستحدثه، مظهرا للصيانة لي، ومحتملا على الضنانة بي.
ثم قال: وأنت تكلفني المقام عندك في أنأى مكان من ذلك واكره، وأسوأ حال وأضيق، وتحملني في ذلك أبعد المسافات المنيعة، وتشملني بأشد الأحوال الموجعة.
ثم قال: إذا ما سرت عنك من الفسطاط يوما، أخرج به عن ضبطك، ويسقط عني ما أحاط بي من حصرك، فلقني فوارسك ورجلك وأجلب في تعويقي عن السير بمبلغ جهدك.
ثم قال: لتعلم قدر من تفارق مني في الإقدام والجرأة، والصرامة والقوة، وأنك قد حاولت من ضمي محالا لا يتمكن لمحاوله، وأمرا لا يقرب على متناوله.