فيقول، وهو يريد كافورا: لو كان هذا الذي يأكل ما تزودناه، ويتحيف ما جمعناه، بإغفاله أمرنا، واضطرارنا إلى الإنفاق مما عندنا، (ضيفا) نتكلف مؤونته، وسائلا نتيقن ضرورته، لأوسعناه إحسانا ويرا، ولأوليناه إكراما وفضلا.
ثم قال: ولكننا أضيافه في عين الناظر، وقصاده في الشاهد، وهو يوسعنا مع ذلك زورا فيما يعدنا به، وبهتانا فيما يعرضنا له، غير مراع لحق ضيافتنا، ولا آخذ بحق من مجاملتنا.
ثم قال: فليته خلى لنا طرقنا فننصرف عنه، ولم يعترضنا في سلك سبلنا فنريح أنفسنا منه، وفقه الله لما فيه كفايتنا بفضله، وتخلصنا منه بخفي لطفه.