التوى: الهلاك، والآلة: الشدة والجرأة، والصفا: الحجر العظيم الأملس، والخطا: معروفة، واحدها خطوة.
فيقول: ومن يكن له قلب كقلبي في ثباته وقوته، وشجاعته وجرأته، يطلب العز وينافس فيه، ويحاوله ويحرص عليه، ويشق إليه الهلاك المحض، الذي لا يكاد يتخلص من مثله، ولا يبعد المنقحم فيه من الإشراف على التلف بنفسه.
ثم قال: ولا بد للقلب من إقدام وجراة، وجلد وشدة، ورأي راجح، وإدراك ثاقب، يدفعان الصفا بقوتهما، وينفذان فيهما بصحة نيتهما.
ثم قال: وكل طريق يأتيه الفتى ويسلكه، ويحتمل عليه ويركبه، على قدر ثبات رجله فيه وتمكنها، تتصل خطاه عند تنقلها. وهذا مثل ضربه لنفسه، وأعرب فيه عن نفاذ فعله، واخبر أن الإنسان إنما يكون تصرفه في قصده بمقدار ما يثبت عليه من صحة عقده.