من ثابت المعرفة، ومن تولى العيافة في أمري مع ما سلف له من قديم التجربة.
ثم قال: وعدت سيفي بأعماله فيم ن تعرض له، وإمكانه ممن تمرس به، ووجلت لما اعترضني هذا العبد أن أخالف السيف فيما وعدته، ولا أنفذ له ما قد شرطته.
لا يُذْكَرُ الخَيرُ إن ذُكِرتَ ولا ... تُتبِعُكَ المُقلَتَانِ تَذرافَا
إذا أمرُؤٌ راعَنِي بِغَدرِتَهِ ... أَورَدْتُهُ الغَايَةَ التي خَافَا
التذراف: انحدار الدمع من العين.
فيقول، وهو يريد العبد الذي قتله: لا يذكر الخير عندما يعن من ذكرك، ولا يتأخر الذم عنك بما قدمته من غدرك، ولا تتبعك المقلتان تذراف الدمع، ولا تظهر عليك شيئا من الحزن.
ثم قال: إذا امرؤ فاجأني وحاولني بمكروه فعله، لقيته القتل فصار إلى ما كان يتخوفه، وجاريته به فأفضى إلى ما كان يتوقعه.