للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال الفند الزماني:

وَنَبلي وقفاها كعراقيبِ ... قَطىً طِحِلِ

وقال أمرؤ القيس:

وَلَيسَ بِذي سَيفٍ وَلَيسِ بِنَبَّالِ

هذا المعروف الغالب، وإليه أشار أبو الطيب حين فرق بين النشاب والنبل.

فَإنْ تَكُ مِنْ بَعدِ القِتَالِ أَتَيتَنا ... فَقَدْ هَزَمَ الأَعدَاَء ذِكرُكَ مِنْ قَبلِ

وما زِلْتُ أَطوَي القَلْبَ قَبلَ اجتمَاعِنَا ... عَلَى حاجَةٍ بَينَ السَّنَابِكِ والسُّبلِ

ولو لم تَسِرْ سِرْنَا إليكَ بأَنفُسٍ ... غَرائِبَ يُؤثِرونَ الجِيادَ على الأَهلِ

وَخَيلٍ إذا مَرَّتْ بِوَحشٍ وَرَوضَةٍ ... أبَتْ رَعيَها إلاَّ وَمِرجَلُنَا يَغلِي

السنابك: مقادم حوافر الخيل، واحدها: سنبك، والسبل: الطرق، واحدها سبيل، والجياد: الكرام، والمرجل: القدر.

فيقول مخاطبا لدلير: فأن كنت أتيتنا على عقب وقعتنا، ولم تشهد ما قصدت له من نصرتنا، فلم نهزم أعداءك قبل ورودك إلا بذكرك، ولا أظهرنا إلا ما أحاط بنا من سعدك.

ثم قال: وما زلت قبل اجتماعي بك، وما حصلت عليه من المشاهد لك، أطوي القلب على نية في قصدك، وحاجة من النهوض إلى أرضك، قضاؤها والوفاء بها مكتسب بين سنابك الخيل التي تستعمل ركضها، ومناهج الطرق التي تستأنف قطعها.

ثم قال: ولو لم تسر نحونا لبادرنا إليك مسرعين، وليممنا أرضك متسابقين، بأنفس غرائب تؤثر الجياد على الأهل، ولا تأنس إلا بما يوفر حظها من الفضل.

ثم قال: وكنا نقصدك بخيل كرام لا يستنكر سبقها، عتاق لا يستكره خلقها، إذا عنت لها سوانح الوحش، وأحاطت بها خمائل الروض، أبت أن تطمئن راتعة،

<<  <  ج: ص:  >  >>