بسلطان ودولة، وتتسور على ملك وإمرة، فلمن كانت تترك رعي شويهاتها وإبلها، وما هي عليه من إقلالها وجهدها؟!.
ثم قال: أبى ربها أن يظفرها من ذلك بما طلبته، ويعنيها على ما حاولته ورغبته، وأن يترك الوحش في القفر من مجاورتها، عادما لما هو بسبيله من مساكنتها، وأن يؤمن الضب الخبيث من تصيدها، وما هي عليه من استعمالها للتفوت بها. فأشار إلى أن الله قد حكم على بني كلاب بسكنى القفار، والتقوت بالضباب، فكيف لهم مع ذلك بالتسمي بالإمرة، والتعاطي لمنازل الرفعة؟!.
الطمرة: الفرس الكريمة السريعة، والسحوق: النخلة الطويلة.
فيقول، وهو يريد بني كلاب؛ هذه القبيلة: وقاد لها دلير كل فرس طمرة سريعة الجري، كريمة عظيمة الخلق، كأن ما يشرف برأسها من عنقها، سحوق ترفعه، وجذع ينيف به على من تأمله. وأشار بالخدين إلى الرأس؛ لأنهما منه غير منفصلين عنه.
ثم قال: وقاد لها كل حصان جواد، قوي أسره، شديد خلقه، تلطم الأرض كفه لصلابتها وقوتها، وسلامتها وصحتها، بما هو أغنى من نعل الحديد من ذلك النعل عن نفسه، وما هو أثبت منه في حقيقة جنسه.
فَمَرَّتْ تُريغُ الغَيثَ والغَيثَ خَلَّفَتْ ... وَتَطلُبُ ما قد كانَ في اليَدِ بالرِّجلِ