للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال يمدحه ويهنئه نوروزه، ويصف سيفا قلده إياه، وخيلا حمله عليها، وجائزة وصله بها.

جَاَء نَوروزُنَا وَأَنتَ مُرَادُه ... وَوَرَت بِالَّذي أَرَادَ زِنَادُهْ

هِذِهِ النَّظرَةُ التي نَالَهَا مِنْكَ ... إلى مِثلِهَا مِنَ الحَوْلِ زادُهُ

يَنثَنِي عَنْكَ آخِرَ اليَومِ مِنهُ نَاظِرٌ ... أَنْتَ طَرفُهُ وَرَقَادُهُ

النوروز: وقت من الربيع يعظمه الفرس، وتتخذه عيدا لأنفسها، والزناد: عيدان من أشجار معلومة، أشهرها المرخ والعفار، يحك منها العود بصاحبه بها النار، وتقول العرب: ورت الزناد، ووريت الزناد: إذا أخرجت النار على سرعة، وورت زناد فلان بأمر كذا: إذا أصاب منه ما يحب، ووريت كذلك، والطرف: تحرك العين بالنظر.

فيقول، وهو يخاطب ابن العميد: جاء نوروزنا الذي كنا نرتقب وقته وننتظر حينه، وأنت أيها الرئيس مراده الذي قصده، ومرجوه الذي اعتمده، ووردت زناده بالوفود عليك، وأدرك ما أمله من الوصول إليك.

ثم قال مخبرا عن النوروز، ومخاطبا للممدوح: هذه النظرة التي نالها من غرتك، والرفعة التي أحرزها بالوصل إلى حضرتك، زاده إلى مثل هذا الوقت من العام المستقبل، والزمان المنتظر، ويحسب ذلك يسرا ليرضيك بفعله، ويتزين لك ليوافقك بحسنه.

ثم قال على نحو ما قدمه: ينثني عنك عند اقتراب آخره، وانصرام سائره، ناظر منه، أنت طرفه الذي به ينتشر ويبصر، ورقاده الذي إليه يأوي ويسكن، فاستيحاشه إليك بمقدار سروره بالوفود عليك.

نَحْنُ في أَرضِ فَارِسٍ في سُرورٍ ... ذا الصَّباحُ الَّذي نَرَى مِيلادُهُ

عَظَّمَتُهُ مَمَالِكُ الفُرسِ حتَّى كُلُّ ... أَيَّامِ عَامِهِ حُسَّادُهُ

الميلاد: وقت الولادة، والممالك: جمع مملكة، وهي سلطان الملك.

<<  <  ج: ص:  >  >>