للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشامة: معروفة، وهي التي تكون في الجسد مخالفة لسائر لونه، والمنفسات من المتاع: كل ما ارتفعت قيمته، الواحدة: منفسة، والعتد: ما إدخر لمهمات الأمور، والتفريس: تعليم الفروسية، والسوابق: كرائم الخيل، واللبد: لبد السرج، والطراد: تجاول الفرسان.

فيقول مشيرا إلى السيف الذي ذكره، ومخبرا بأنه كان محتقرا مع جلالته، فيما اقترن به من هبات ابن العميد التي وهبها له: وتقلدت من هذا السيف الذي قدمت وصفه، ما هو فيما استضاف إليه من الهبات المقترنة، كالشاملة التي لا تعتد بها لقلتها، ولا تكاد تتبين في الجلد لصغرها ودقتها، وجملة المواهب التي كان السيف فيها من منفسات المتاع، ومتخيرات العتاد. وكنى عن جملة المواهب بالجلد، وعن السيف الذي قل فيها بالشامة، وحمل الكلام على الاستعارة.

ثم قال: أفادتنا الفروسة سوابق خيل كانت في تلك الهبات، بحسن أدبها وتأتيها في تصرفها، ففارقت لبد الممدوح، وفيها ما حملها عليه من حسن الانقياد في المطاردة، ومحمود الطواعية عند المجاولة. وأشار بما ذكره إلى موضع ابن العميد من الفروسة، وأنه لم يؤثره بخيل في ركوبه، إلا لما أظهر عليه من الكرامة.

ثم قال: ورجت هذه الخيل أن تنال بهبتها لنا، راحة مما كانت عليه من مواصلة الغزو، ومداومة السفر، وهي تحمل منا في بلده أبناء نعمته، والمتصرفين بأمره في إقامته ورحلته.

هَلْ لِعُذْرِي إلى الهُمَامِ أَبي الفَضلِ ... قَبُولٌ سَوادُ عَينِي مِدَادُهْ

أَنَا مِنْ شِدَّةِ الحَيَاءِ عَلِيلُ ... مَكرُمَاتٌ المُعِلِّهِ عُوَّادُهْ

ما كَفَانِي تَقصيرُ ما قُلْتُ فِيهِ ... عَنْ عُلاهُ حَتَّى ثَنَاهُ انتِقادُهْ

الهمام: الملك الرفيع الهمة، وثنيك الشيء عن وجهه: إذا صرفته، والانتقاد: الامتحان والتخير.

<<  <  ج: ص:  >  >>