للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على الجد، وصرف اعتياده إلى ما يستكثر به من السيادة والمجد.

وَمَنْ يَصحَبِ أسمَ ابن العَمِيدِ مُحَمَّدٍ ... يَسرْ بَينَ أَنيَابِ الأسَاودِ والأُسدِ

يَمُرُّ مِنَ السُّمِّ الوَحِيِّ بِعَاجِز ... وَيَعبُرُ مِنْ أَفواهِهِنَّ عَلى دُردِ

الأساود: الحيات، والأسد: معروفة في السباع، والسم الوحي: السريع القتل، والدرد: التي قد ذهبت أضراسها.

فيقول: ومن يصحب أسم ابن العميد متبركا به، ويتفاءل بسعادته قاصدا له، يستقرب البعيد، ويسهل عليه العسير، ويسير بين أنياب الأساود والأسد غير متهيب، ويتصرف هنالك غير متوقع.

ثم أكد ما قدمه؛ فيما يكشف قاصد ابن العميد من سعادته، فقال: يمر من السم الوحي بعاجز عن ضره، ويستعمله غير متخوف له على نفسه، ويعبر من أفواه الأسد والأساود على درد لا يتخوف عضها، ومغلوبة لا يتهيب أمرها، وجعل ما ذكره على سبيل المثل، وأشار إلى أن سعادة ابن العميد تحجز قاصده عن كل مضرة، وتحول بينه وبين كل مساءة.

كَفَانَا الرَّبِيعُ العِيسَ مِنْ بَرَكَاتِهِ ... فَجَاَءتهُ لم تَسمَعْ حُدَاءً سِوَى الرَّعدِ

إذا ما إستَحَينَ الماَء يَعرِضُ نَفسَهُ ... كَرَعنَ بِسبتٍ في إناءٍ مِنَ الوَردِ

كَانَا أَرادَتْ شُكرَنَا الأرضُ عِندَهُ ... فَلَم يُخلِنَا جَوٌّ هَبَطنَاهُ مِنْ رِفْدِ

الربيع: مدة ثلاثة أشهر، أولها انصرام ثنتين وعشرين ليلة من شهر آذار، والعيس: الجمال البيض، والكرع: الشرب، والسبت: جلود تدبغ من القرظ، والجو: المطمئن من الأرض، والرفد: المعونة.

فيقول: أن سعادة ابن العميد أوجبت سفره إليه في أوان الربيع، فكفاه ذلك تمون طلب الكلأ والماء، ولم يعدم من الربيع سحابا يرويه، ورياضا معجبة، فجاءت رواحله والرعد يسوقها حاديا بها، والسحاب يرويها متعاهدا لها، كل ذلك ببركة

<<  <  ج: ص:  >  >>