الاسم لبيان رشده، وتكامل فضله، فهذا الممدوح ذلك لا محالة، وإلا فأن الهدى مشهود في صواب فعله، وما أظهره الله من مشكور سعيه، فما المهدي؟ وما الزيادة التي ترتقب منه، والفضيلة الغائبة التي تؤثر عنه؟.
ثم قال: يعللنا هذا الزمان بما يتخاين به عن المهدي، وصلاح الجميع به، وما دخره الله من الفضائل له، ويخدعنا عما نشهده في ابن العميد من تمام خصاله، وجلالة حاله، فيصير في ذلك كمن يدع النقد لدين يرتقبه، والحاصل لأجل ينتظره.
ثم قال مؤكدا لما قاله: فهل يجوز لمن تحقق الخير وشاهده، أن يظن أنه غائب عن حضرته؟ أم يمكن لمن باشر الرشد وعاينه، أن يحتسب أنه بعيد عن مشاهدته؟! فأشار إلى أن ابن العميد تقتضي صفاته جميع ما بشر به في المهدي، وإذا كان ذلك، فهو أحق الناس بهذا الاسم، وأولاهم بإحراز هذا الفضل.
فيقول، وهو يخاطب ابن العميد، وناداه بالألف وهي من حروف النداء: أأحزم ذوي الألباب فيما يشيره وتفعله. وأكرم ذوي الأيد فيما يسمح به ويبذله، وأشجع ذوي القلوب فيما يقصده، وأرحم ذوي الأكباد من يرعاه فقصر الحزم على اللب؛ لأنه الباعث عليه، والكرم على اليد؛ لأنها المتصرفة فيه، والشجاعة على القلب؛ لأنها منسوبة إليه، والرحمة على الكبد؛ لأنها موصوفة بها في المدح، وبالقسوة التي هي ضدها في الذم. وهذا باب من البديع يعرف بالتقسيم.
ثم قال على نحو ما قدمه: وأحسن المعتمين جلوسا على المنابر العالية، وأجملهم