الكرائن: الضوارب بالكران، وهو العود، الواحدة كرينة، والمولولة: المرأة التي ترفع صوتها داعية بالويل على نفسها، والزير والمثنى: معروفان من أوتار العود، والقذاة: اليسير من الأشياء تطفو في الكثير من الماء، والزبد: السير الشديد، او البحر الهائج.
فيقول:(تسر طرباته كرائنه) لما يرتجينه عنده من الحظوة، ويرتقبنه من الاختصاص والأثرة، ثم يعقب ذلك السرور منهن ما ينقله إلى ضده، ويحيله إلى غيره.
ثم قال مبينا لذلك: بكل موهوبة موهن، تدعو بالويل على نفسها، وتجزع لمفارقة ما تستحقه بخدمته من ارتفاع قدرها، فتقطع أوتار عودها متحزنة، وتنفذ في جملة هباته متأسفة.
ثم أشار إلى الكريمة المذكورة، فقال: تعوم عوم القذاة في جميل مواهبه، وتحفى في ما يبذله من عطاياه وفواضله، وتحل في ذلك محل القذاة في البحر، والخردلة في المهمة القفر، بما وصف به الممدوح، على أن ما حسن موقعه منه يخرجه الكرم بالهبة عنه.
تَجَمَّعَتْ في فُؤادِهِ هِمَمٌ مِلءُ ... فُؤادِ الزَّمانِ إحدَاهَا
تشرق: تضيء، والغرة: بياض في الجبهة وما أشرف من الوجه، ودان: اعترف بالطاعة، والهمم: جمع همة، وهي ما انعقدت النية على فعله من رفيع الأفعال.
فيقول مشيرا إلى الممدوح: تشرق تيجانه بجمال وجهه، وتزهى ببهائه وحسنه، إشراق ألفاظه البديعة المتخيرة، بمعانيه الحكيمة المستصوبة، فأقترن له ما اختص به من جلالة المنظر، بما استضاف إلى ذلك من براعة المخبر.