الملك والملك والمملكة: سلطان الملك، وفعم: بمعنى سد وملأ، والخافقان: المغرب والمشرق، والريا: الريح الطيبة، والسلم: الصلح، يقال بفتح السين وكسرها، فمن فتح أنث، ومن كسر ذكر، والهيجاء: الحرب، والآلهة: ما عبد من دون الله.
فيقول، وهو يشير إلى الممدوح: فإنما الملك الذي لا يجهل قدره، والمعظم الذي لا يدفع أمره، من كان كالممدوح رب مملكة، قد فعم الخافقين طيب ريحها، وسد ما بينهما تضوعها وفوحها.
ثم قال، وهو يريده: مبتسم عند شدة الحرب، والوجوه عابسة، والعقول لأهوالها طائشة، وهو لا يحفل بأمرها؛ لاستظهاره فيها، ولا يستوحش منها، لتيقنه بالقدرة عليها، فسلم أعدائه عنده كحربهم؛ لأنه يغلبهم، وطاعتهم كمعصيتهم؛ لأنه يستذلهم ويملكهم.
ثم قال: الناس المعتقلون غيره، كالعابدين آلهة في بعدهم عن رشدهم فضلالهم فيما آثروه بقصدهم، وعبده المتمسك بحبله، المقتصر بأمله على فضله، في صواب ما رآه وتخيره، وصحة ما اعتمد عليه وآثره، كالذي يوحد الله فيتمسك بالحق ويؤمن به، فلا يعدل في ذلك عن الصدق.