الشعب: ما انفرج بين الجبلين، وشعب بوان الذي ذكره: موضع معروف ببلاد فارس، والمغاني: مواضع الحلول، واحدها مغنى، والربيع: الفصل الذي يكون بين فصل الشتاء وفصل القيظ، وهو حين يأخذ النهار في الزيادة، والليل في النقصان، وفي هذا الفصل من السنة يقوى النبات وتكثر الزهرات.
فيقول مشيرا إلى شعب بوان: مغاني هذا الموضع في سائر المغاني المألوفة، والمواضع المستحسنة المحبوبة، كالربيع في سائر فصول الزمان التي يفضلها ببهجته، وتألفه النفوس من بينها بجملته، وتظهر الأرض فيه بدائع نورها، وتتصرف الأبصار في غرائب حسنها.
ثم قال مشيرا إلى نفسه، وانقطاعه عند حلوله في تلك المغاني عن أبناء جنسه. ولكن الفتى العربي في هذه الأماكن غريب الوجه؛ بمخالفته الأعاجم من أهلها في الهيئة، غريب اليد؛ بمفارقته لهم في الكتابة والصنعة، غريب اللسان؛ ببعده في الإبانة واللغة.
الملاعب: مواضع اللعب والتجاول، والواحد منها ملعب، الجنة: جمع جني، والهاء لتأنيث الجمع، وسليمان: هو النبي صلى الله عليه وسلم، وسخر الله له الجن وفهمه لغاتها ولغات ما لا يتكلم من الحيوان، وطبت: صرفت وأمسكت، والحران: معروف.
فيقول مشيرا إلى شعب بوان، وإقفاره مع حسنه، واستيحاشه مع طيبه: وأن مغانيه ملاعب جنة، ومواضع عزلة، فلو سار فيها سليمان لواجه من الجن ما لا يفهم