فيقول: أن أبا شجاع الممدوح بحسن ضبطه، وقوة سلطانه، تذم أرضه على اللصوص للتجر، ويجيرهم من أذاهم في المهمه القفر، فيأمنون ضررهم بحسن رعايته، ويتصرفون دون مخافة في كنف حياطته، وتضمن الجناة لصوارم السيوف حتى تحكمها فيهم، وتعود بهم إليها حتى يبسطها عليهم ثم قال مؤكدا لما قدمه: فإذا طلب التجار لودائعهم ثقات يحفظونها، وذوي أمانات فيها يؤدونها، اكتفوا بمعاطف أودية بلاده، وأن بعدت، وبأنوف جبالها وأن إنفردت، لا يخاف التجار على أموالهم في أعماله عدوة ظالم،. . . ولا يحوزون مضرة لص خارب.
ثم قال مؤيدا لما ذكره: فتبينت تلك الأموال في القفار النازحة، وتهمل على أنوف الجبال الشامخة، والأيدي عنها منقبضة، ومضرات أهل الاستطالة دونها مرتفعة، حتى كأنها تهتف باللصوص مزرية عليهم، وتناديهم متقدمة بالوعيد إليهم.
وما يَرقِي لُهَاهُ مِنْ نَدَاهُ ... ولا المالَ الكرِيمَ مِنَ الهَوانِ
الأبيض المشرفي: السيف المنسوب إلى المشارف، وهي قرى بالشام تنسب إليها صوارم السيوف، والأفعوان: ذكر الأفاعي، والصل منها: الشديد العادية، والأصم: الذي لا ينفع الرقي فيه، واللها: دفع العطاء، واحدتها لهوة.
فيقول: أن رقى الممدوح فناخسرو لكل قاطع سبيل، ضرره كضرر الصل الأفعوان، سيف صارم يهلكه به، وحتف عاجل يمكنه له.
ثم قال: وما يرقي الممدوح أبو شجاع أمواله من بذله، ولا يبقى على لهاه بتفريقه لها في تأكيد فضله، ولا يعصم كرائم أمواله من إصابته لها بالبذل، واستهلاكه إياها في سبيل الحمد والشكر.
حَمَى أطرَافَ فَارِسَ شِمَّرِيٌّ ... يَخُضُّ على التَّبَاقِي في التَّفانِي