للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويلزمونهم السجود لصليبهم.

ثم قال يخاطب سيف الدولة: وكم دفعت عن أهل الثغر من وقائع الروم بإيقاعك بهم، وكم صرفت عنهم من رداهم بردى أحدثته عليهم، وكم كشفت من كربهم؛ الكرب التي واليتها على الروم في قتلك لهم، وإيقاعك بهم، فأمنت أهل الثغور بإخافتهم، وأرحتهم بمواصلة نكايتهم.

وَقَدْ زَعَموا إنه إِنْ يَعُدْ ... يَعُدْ مَعهُ المَلِكُ المُعْتَصِبْ

ويَسْتَنْصِرانِ الذي يَعْبدانِ ... وعِنْدَهُما إنه قَدْ صُلِبْ

ويَدْفَعُ ما نَالَهُ عَنْهُما ... فيا لَرَّجالِ لِهذا العَجَبْ

المعتصب: ملك الروم الأعظم الذي يعتصب بالتاج، والاعتصاب بالتاج: حمله على الرأس، موضع العصابة.

فيقول: وقد زعم الروم أن الدمستق إن عاد إلى الثغر عاد معه ملكهم الأعظم المعتصب بالتاج، فحشد مع نفسه جميعهم، وكثر بحضوره عديدهم.

ثم قال: ويستنصران عيسى بن مريم الذي يعتقدون ربوبيته، ولا ينكرون إلهيته، ويزعمون مع ذلك أن اليهود صلبوه واستضعفوه وغلبوه.

فيقول: إنه سيدفع عن الدمستق وعن ملك الروم من القتل ما لم يدفعه عن نفسه، ويملك من أمرهما ما لم يملكه من أمره، فيا للرجال لهذا العجب العجيب، والثناء الغريب.

أَرى المُسْلِمينَ مَعَ المُشْرِكِيْنَ ... إِما لِعَجْزٍ وإِما رَهَبْ

وأَنْتَ مَعَ اللَّهِ في جَانِبٍ ... قَلِيْلُ الرُّقَادِ كَثيرُ التَّعَبْ

كأَنَّكَ وَحْدَكَ وَحَّدْتَهُ ... وَدانَ البَريَّةُ بِابْنٍ وأَبْ

الرهب: الخوف.

فيقول: أرى المسلمين مع المشركين يألونهم ويهادنونهم ويتمسكون بهم

<<  <  ج: ص:  >  >>