التائق إلى الشيء: الذي يرغب فيه، وينزع إليه، والمروري: القفر الذي لا شيء فيه، والشناخيب: أنوف الجبال، واحدها شنخوب، قاله أبو عبيدة، وجبت: بمعنى قطعت، والهجير: حر وسط النهار، والصادي: العطشان.
فيقول مخاطبا لكافور: أبا المسك! وجهك الوجه الذي لم أزل تائقا إليه، للمشاهدة له، متلقنا للسعادة به، وهذا الوقت الذي أظفرني الوصول إليه، الوقت الذي كنت أرجوه وأؤمله، وأرقبه وأنتظره.
ثم قال: لقيت دونه ما تمونته من ركوب القفار الموحشة، وما تجشمته من معاناة الجبال الممتنعة، وقطعت فيها من الجواهر ما يحمى به الماء فيعطش بحره، ويتقد عليه فيخرج معه عن طبعه.
أَبَا كُلّ طِيْبٍ لا أَبَا المِسْكِ وَحْدَهُ ... وَكُلَّ سَحَابٍ لا أَخُصُّ الغَوَادِيَا
فيقول مخاطبا لكافور: أبا كل طيب، لا أخص المسك وحده عند ذكرك، ولا أفرده بالدلالة على ما أظهره الله من فضلك، وأبا كل سحاب من الكرم، وكل جليل من النعم، لا أخص غادي ذلك دون رائحه، ولا أقصد أوله دون آخره.
ثم قال: يدل كل فاخر بمعنى من الفضل قد أحرزه، وموضع من السيادة قد بلغه، وقد جمع الله الفضائل، فقرنها بك، والمكارم فأخلصها لك، فكل ما افترق من المجد في غيرك فقد جمعته، وكل ما امتنع منه على سواك فقد بلغته.
إذا اكْتَسَب النَّاسُ المَعَالِيَ بالنَّدى ... فإِنَّكَ تُعْطِي في نَدَاكَ المَعَالِيَا