المنى: الأماني، واحدتها أُمْنِيَّةٌ، والنواصي: مقادم شعر الرؤوس، الواحدة ناصية، والمساعي: المطالب، واحدتها مسعاة، والمراقي: الدرجات، والكدر: الغبر، والعجاج: ما سطع من الغبار، واحدتها عجاجة، والجو: ما ارتفع من الهواء.
فيقول لكافور: وما كنت ممن أدرك الملك بجد لم ينصره طلب، واتفاق لم يوجبه تعب، ولكنك أدركته بأيام معلومة، ووقائع على الأعداء مشهودة، شيبت النواصي لشدتها، وانقطعت الآمال عنها ببعد غايتها.
ثم قال: عداك ترى تلك الأيام بعين من يحتسبها مساعي في البلاد يحاولها، ومطالب يتبعها ويتناولها، وأنت تراها مراقي ترفعك في السماء، وتحوز لك أعظم الاعتلاء، فأدركت من ذلك بمقدار همتك، وبلغت فيه إلى أفضل رغبتك.
ثم قال: لبست لتلك الأيام ووقائعها، ولأهوالها وشدائدها، كدر عجاجات الكتائب، ومظلم ارهاج المواكب، تعتمد بجيوشك من نازعك، وتصول بسيوفك على من خالفك، وتألف ذلك وترغبه، وتؤثره وتفضله، حتى كان غير صاف عندك أن ترى الجو صافيا من الغبار، وتشاهده خلوا من إظلام القتام.
وَقُدْتَ إليها كُلَّ أَجْرَدَ سَابِحٍ ... يُؤَدّيكَ غَضْبَانَاً وَيَثْنِيْكَ رَاضِيا
الأجرد من الخيل: القصير شعر الجلد، وهو من شواهد الكرم، والسابح: الذي يمد يديه في العدو، ويؤديك: بمعنى: يبلغك، ويثنيك: بمعنى: يصرفك، والمخترط: السيف المسلول. والخرط: السل، والماضي: القاطع، والأسمر: الرمح اليابس، وذو العشرين: الذي فيه عشرون من الكعوب، وهي العقد الناشزة بين أنابيبه، وأشار بهذا إلى طوله، والوارد: الذي قد شرع في الماء.