وقع الشيطان ,فلم أكن لأقعد مع الشيطان , ثم قال: يا أبا بكر! ثلاث كلهن حق: ما من عبد ظلم بظلمة فيغض عنها لله عز وجل إلا أعز الله بها نصره , وما فتح رجل باب عطية يريد بها صلة إلا زاده بها كثرة , وما فتح باب مسألة يريد بها كثرة إلا زاده الله بها قلة. رواه أحمد الطبراني ورواه أبو داود إلا أنه لم يذكر: ثم قال: يا أبا بكر! (١).
** ملائكة موكلون بالرحمة وآخرون بالعذاب:
وعن أبي سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري - رضي الله عنه - أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفساً، فسأل عن أعلم أهل الأرض، فدل على راهب، فأتاه فقال: إنه قتل تسعه وتسعين نفساً، فهل له من توبة؟ فقال: لا، فقتله فكمل به مائةً، ثم سأل عن أعلم أهل الأرض، فدل على رجل عالم فقال: إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة؟ فقال: نعم، ومن يحول بينه وبين التوبة؟ انطلق إلى أرض كذا وكذا، فإن بها أُناساً يعبدون الله تعالى فاعبد الله معهم، ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء ٍ، فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب. فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله تعالى، وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيراً قط، فأتاهم ملك في صورة آدمي
(١) حياة الصحابة ـ كتاب خروج الصحابة عن الشهوات ـ باب شتم المسلم ٢/ ٣٩٨.