ومعنى الركن: الذي لا بُدَّ منه، فلا يسقط لا عمداً ولا سهواً، بخلاف الواجبات فتسقط بالسهو والجهل، وأما الأركان فلا تسقط لا سهواً ولا جهلاً ولا عمداً، بل لا بُدَّ منها، ويدل على ذلك: حديث المسيء في صلاته الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم لما أساء في صلاته قال له: «إذا قمت إلى الصلاة، فأسبغ الوضوء، ثم استقبل القبلة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن» إلى آخره. (٢) لقول الله تعالى: {وَقُومُواْ لِلّهِِ قَانِتِينَ} [البقرة:٢٣٨]، ولما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لعمران بن حصين رضي الله عنه: «صل قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب»، ولما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أيضاً أنه كان يصلي قائماً ويقول: «صلوا كما رأيتموني أصلي»، ولم يصل جالساً إلا عند العجز، فالواجب على جميع المكلفين من الرجال والنساء أن يصلوا قياماً مع القدرة في الفريضة، أما مع العجز لمرض أو كبر سن فلا بأس أن يصلي قاعداً، ولا نعلم في هذا خلاف بين أهل العلم.