للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

{إِيَّاكَ نَعْبُدُ} (١): أي لا نعبد غيرك، عهد بين العبد وبين ربه ألا يعبد إلا إياه. {وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}: عهد بين العبد وبين ربه ألا يستعين بأحد غير الله، {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} (٢): معنى {اهدِنَا}: دلنا وأرشدنا وثبتنا، و {الصِّرَاطَ}: الإسلام، وقيل: الرسول، وقيل: القرآن، والكل حق، و {المُستَقِيمَ}: الذي لا عوج فيه، {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ} (٣): طريق المنعم عليهم، والدليل قوله تعالى: {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء:٦٩]،


(١) {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} معناه: {إِيَّاكَ} يعني: وحدك يا رب نعبد ونخصك بالعبادة، وهي: طاعاته التي أمر بها من صلاة وصوم وغير ذلك، وواجب العبد أن يخص الله بالعبادة كما قال جل وعلا {فَادْعُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [غافر: ١٤]، وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ} [البقرة: ٢١]، و {إِيَّاكَ} يعني: نقصدك وحدك ونستعين بك يا ربنا في كل شيء، في أمورنا كلها، في الدين والدنيا، وهذا يدل على أن العبد يجب عليه أن يخص ربه بالعبادة والاستعانة.
(٢) {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ}: أي: دلنا وأرشدنا وثبتنا على الصراط، فالهداية بمعنى: الدلالة والإرشاد والتثبيت، و {الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} هو: طريق الله الذي نصبه لعباده وجعله موصلاً إليه، وهو: دينه القويم الذي بعث به نبيه عليه الصلاة والسلام، و {المُستَقِيمَ}: الذي لا عوج فيه، وهو اتباع الكتاب والسنة.
(٣) {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ}: طريق المنعم عليهم، وهم: الرسل وأتباعهم أهل العلم والعمل، يعني: الصراط المستقيم هو طريقهم، طريق المنعم عليهم، وهم: أهل العلم والعمل، الذين قال فيهم سبحانه: {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء:٦٩]، هؤلاء هم المنعم عليهم، وهم: الرسل وأتباعهم.

<<  <   >  >>