للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

«اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد» (١): الصلاة من الله ثناؤه على عبده في الملأ الأعلى، كما حكى البخاري في صحيحه عن أبي العالية قال: (صلاة الله ثناؤه على عبده في الملأ الأعلى)، وقيل: الرحمة، والصواب الأول. ومن الملائكة: الاستغفار، ومن الآدميين: الدعاء، «وبارك» وما بعدها: سنن أقوال وأفعال.


(١) ثم تصلي عليه صلى الله عليه وسلم، والصلاة من الله ثناؤه على عبده في الملأ الأعلى، وقيل: الرحمة، والصواب الأول، فعند الإطلاق هي الثناء على الله، ويدخل فيها الرحمة، وعند الاقتران الصلاة الثناء، والرحمة الإحسان إلى العباد، كما في قوله سبحانه: {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ} [البقرة: ١٥٧]، يعني: ثناء من الله عليهم ورحمة منه لهم، وقال تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ} [الأحزاب:٤٣]، يعني: يثني عليكم ويرحمكم سبحانه، فعند الإطلاق يدخل فيها الرحمة، وعند القرن تكون الثناء من الله كما قال أبو العالية: (ثناؤه على عبده في الملأ الأعلى)، ومن الملائكة الاستغفار، تصلي عليهم الملائكة، تستغفر لهم تقول: (اللهم اغفر لهم، اللهم ارحمهم)، ومن الآدميين الدعاء، صلى فلان على فلان، يعني: دعا له، مثل صلاة الجنازة دعاء للميت، وترحم عليه.
والآل هم: أهل بيته، وأتباعه على دينه، أهل بيته المؤمنون كعلي والعباس رضي الله عنهما وغيرهم ممن آمن به، وهكذا غيرهم من أتباعه من المؤمنين، كل داخل في آله، وعطف الأصحاب على الآل من عطف الخاص على العام إذا فسر الآل بالأتباع، وإذا فسر الآل بأهل البيت فهو من عطف العام على الخاص؛ لأن أهل البيت أخص من الأصحاب، وأما إذا فسر الآل بالأتباع فالأصحاب أخص من الأتباع، ويكون من عطف الخاص على العام.
- مسألة: ما رأيكم بمن فسر الآل بما جاء في الصحيحين من حديث أبي حميد الساعدي رضي الله عنه فقط، ونص الحديث: أنهم قالوا: (يا رسول الله كيف نصلي عليك؟)، فقال: «قولوا اللهم صل على محمد، وعلى أزواجه، وذريته، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد، وعلى أزواجه، وذريته، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد»؟.
الجواب: جاء هذا وهذا، جاء أزواجه من آل البيت، وجاء مطلقاً آل محمد، قال الله جلَّ وعلا: {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر: ٤٦]، يعني: أتباعه.

<<  <   >  >>