فقوم همهم ما كان لهم في السابقة، فعملوا على الخوف، وقوم همهم ما يكون لهم في الخاتمة، فعملوا على الرجاء. وقوم علموا أن الاشتغال بما مضى، وبما يأتي، تضييع لحال الوقت، فخافوا من المقت، فعملوا على إصلاح الحال في الحال.
ثم علموا أن المقصود من الأفعال، إنما هو استعمال فعل الأمر، فلزموا من الفعل اللازم، والوقوف على أمره الجازم؛ لأن ما كان، وما يكون، مستخرج من نون:{كُن فَيَكُونُ}.
ثم نظروا إلى فعل الماضي، فإذا هو ملحق بالعدم، فقالوا: من نظر إلى فعله، وقع في الندم.
ثم نظروا إلى فعل الحال والاستقبال، فوجدوه تدخله الزوائد الأربع، وهي: الألف، والنون، والياء، والتاء. ففروا من اثنين، ولجؤوا