فأضافها القوم كلها إلى الله، فقالوا: بسم الله، وبالله، {وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللهِ}. {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ}. {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ}.
فكان عملها فيهم أن خفضت نفوسهم، فوضعتها مواضع التواضع.
فلما خفضوا جناح الذل، خفضت لهم الملائكة أجنحة التواضع، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم.
[باب لا النافية وما فيها من الأسرار الخافية]
أعلم أن حكم لا النافية نفي ما دخلت عليه.
فأدخلها القوم على صفاتهم المذمومة فنفتها، ومروا بها على أفعالهم المحمودة فمحتها. فلما محوا أفعالهم، أثبت الله لهم أحوالهم. فهم بين محو نفوسهم، وطمس رسومهم، ومحوا أفعالهم. فنفوا عن أنفسهم الحول والقوة، وأثبتوها لله، فقالوا: لا حول ولا قوة إلا بالله.