للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

لأنه في موضع فعل الأمر، ثم سمى به فبنى كما بني الأمر، والاختيار ما قال سيبويه أن هذا يجري مجرى ما لا ينصرف، وهو اختيار سيبويه؛ فيكون كساب بفتح الباء، والرواية على هذا، وضُرِّجت: لطخت بالدم، وغُودر: تُرِك، وسخام: اسم كلب، والهاء تعود على الكلاب.

(فَبِتِلْكَ إِذ رَقَصَ اللوامِعُ بِالضُّحَى ... وَاجْتَابَ أَرْدِيَةَ السَّرابِ إِكَامُهَا)

معناه فبتلك الناقة أقضى اللبانة، ورقص: اضطرب، واللوامع: الأرضوان التي تلمع بالسراب، الواحدة لامعة، وقيل: أراد باللوامع الآل تراها كأنها تنزو، والآل يكون بالضحى، وهو الذي يرفع كلَّ شيء، والسراب: نصف النهار، وهو الذي يلزق بالأرض، وقوله (بالضحى) أراد في الضحى، واجتاب: لبس، يقال: جبت الثوب إذا لبسته؛ ومنه سمي الجيب لأنه منه يُلبس القميص، وهذا الفعل من ذوات

الياء من جاب يجيب) وأما جاب الأرض يجُوبها إذا قطعها ومرَّ فيها فمن ذوات الواو والإكام: الجبال الصغار، يصف أن السراب قد غطَّى الإكام فكأم الإكام قد لبسته.

(أَقْضِى اللُّبَانَةَ لاَ أُفَرِّطُ رِيبَةً ... أو أن يَلُومَ بِحَاجَةٍ لَوَّامُهَا)

(أقضى) متعلقة بقوله فبتلك، وهذا يسمى التضمين، واللبانة: الحاجة، لا أفرط: لا أقصر، أي أمضى في الحاجة ولا أقصر فيها، قال أبو الحسن: ويروى (أقضى اللبانة أن أفرط ريبة) بنصب ريبة ورفعها؛ فمن رفع جعله خبر الابتداء، والمعنى تفريطي ريبة، ومن نصب فالمعنى مخافة أن أفرط، ثم حذف مخافة، هذا قول البصريين، وقال الكوفيون: لا مضمرة، والمعنى لئلا أفرط

<<  <   >  >>