للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

(فَضْلاً، وَذُو كَرَمٍ يُعِينُ عَلَى النَّدَى ... سَمْحٌ كَسُوبُ رَغَائِبٍ غَنَّامُهَا)

معناه يفعل ذلك رغبة في الفضل، وذو كرم: مرفوع على معنى ومنا ذو كرم، وقوله (يعين على الندى) يعني السخاء والبذل، ويروى (يُعين على العلى) يعني ما يرفع، والسمح: السهل الأخلاق، و (كسوب رغائب) أي يغنمها من أعدائه.

(مِنْ مَعْشَرٍ سَنَّتْ لَهُمْ آبَاؤُهُمْ ... وَلِكُلِّ قَوْمٍ سُنَّةٌ وَإِمَامُهَا)

يقول: هؤلاء الذين ذكرت من معشر هذه العادة فيهم سُنَّة، و (لكل قوم سنة) معناه سَنَّ لهم آباؤهم سُنة، وعلموهم مثال السنة، والإمام: المثال، والسُّنَّة: الطريق، والأمر الواضح.

ومعنى البيت إنَّا ورثنا هذه الأفعال عن آبائنا، ولم يزل هذا الشرف فينا متقدما.

ويروى بعده هذا البيت:

(أن يَفْزَعُوا تُلْقَ المَغَافِرُ عِنْدَهُمْ ... وَالسِّنُّ يَلْمَعُ كَالكَوَاكِبِ لاَمُهَا)

يريد بالسِّنِّ الأسنَّة، واللام: جمع لامة، وهي الدرع.

(لاَ يَطْبَعُونَ وَلاَ يَبُورُ فَعَالُهُمْ ... إِذْ لاَ تَمِيلُ مَعَ الهَوَى أَحْلاَمُهَا)

لا يطبعون: أي لا تدنس أعراضهم، و (لا يبور فعالهم) أي لا يهلك، و (بار الطعام) إذا كسد.

والمعنى: إنَّا لا نميل مع هوانا، وإن عقولنا تغلب هوانا.

<<  <   >  >>