للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

بالعذب أن رائحته طيبة فقد عذُب لذلك، ويريد بالمطعم المُقبَّل، و (إذ) في موضع نصب، والمعنى عُلِّقتها إذ تستبيك، وإن شئت كان بمعنى اذكر، وقوله (عذب) نعت، ومُقبَّله: مرفوع به، وإن شئت رفعت عذبا ولذيذا وكان المعنى مُقبلّله عبٌ لذيذُ المطعم.

(وَكَأَنَّ فَأرَةَ تَاجِرٍ بِقَسِيمَةٍ ... سَبَقَتْ عَوَارِضَهَا إِلَيْكَ مِنَ الفَمِ)

معناه (وكأن فأرة مسك) والتاجر هنا: العطَّار، ويسأل عن هذا فيقال: لم خصَّ فأرة التاجر دون فأرة الملك؟ فيقال: إنما خص فأرة التاجر لأنه لا يتربص بالمسك إذ كان يتغير فمسكه أجود، وقال الأصمعي: العوارض منابت الأضراس، واحدها عارض، وهذا الجمع الذي على فواعل لا يكاد يجيء إلا جمع فاعلة نحو ضاربة وضوارب، إلا أنهم ربما جمعوا فاعلا على فواعل لأن الهاء زائدة كهالك وهوالك، فعلى هذا جمع عارضا على عوارض أي سبقت الفأرة عوارضها، وإنما يصف طيب رائحة فيها، وخبر كأن قوله سبقت، وقوله (بقسيمة) تبيين وليس بخبر كأن، والقسيمة قالوا: هي الجونة، وقيل: سوق المسك، وقيل: هي العير التي تحمل المسك.

<<  <   >  >>