للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الشارب) في موضع نصب؛ لأنها نعت لمصدر محذوف، والمعنى: يفعل مثل فعل الشارب، والذباب واحد يؤدي عن جماعة والدليل على إنه واحد قول الله عز وجل: (وَإنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً رَ يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ) وجمعه أذبة في أقل العدد، وذِبَّان في الكثرة، وقوله (ليس ببارح) أي بزايل، يقال (ما برحت قائما) أي ما زلت.

(هَزِجاً يَحُكُّ ذِرَاعَهُ بِذِرَاعِهِ ... قَدْحَ المُكِبِّ عَلَى الزِّنَادِ الأجْذَم)

الهزج: السريع الصوت المدارك صوته، والهزج: خفة وتدارك، ويقال (فرس هزج) إذا كان خفيف الرفع والوضع سريع المناقلة، ويروى (هَزِجاً) و (هَزَجاً) بكسر الزاي وفتحها؛ فمن كسر الزاي منه فهو منصوب على الحال، وإذا فتحت الزاي من هزج فهو مصدر، وكسر الزاي أجود؛ لأن بعده (يحك) ولك يقل حكا، ويحكُّ أيضا في موضع نصب على الحال، ومعنى (يحكُّ ذراعه بذراعه) أي يمر إحداهما على الأخرى، وكذلك الذباب، ويروى (يسن ذراعه بذراعه) وأصل السن التحديد، يريد (قدح المكب الأجذم) على الزناد) فهو يقدح بذراعه، فشبه الذباب به إذا سن ذراعه بالأخرى، وقال بعضهم: الأجذم هو الزناد، وهو قصير، فهو أشد لإكبابه عليه، فشبه الذباب إذا سن ذراعه بالأخرى برجل أجذم قاعد يقدح نارا بذراعيه،

<<  <   >  >>