(قد) هاهنا محذوفة، أي قد أقبل جمعهم وقوله (يتذامرون) أي يخص بعضهم بعضا، و (غير) منصوب على الحال، كأنه قال: كررت مُخالفا للمذموم، و (يتذامرون) موضعه نصب على الحال، و (أقبل جمعهم) حال للقوم.
(يَدْعُونَ عَنْتَرَ وَالرِّمَاحُ كَأَنَّهَا ... أَشْطَانُ بِئْرٍ في لَبَانِ الأدْهَمِ)
ويروى (عنترُ) فمن رواه بفتح الراء فإنه رخم عنترة وترك ما قبل المحذوف على حاله مفتوحا، ومن روى عنترُ وضم الراء احتمل وجهين: أحدهما: أن يكون قد جعل ما بقي اسما على حياله؛ لأنه قد صار طرفا كحرف الإعراب، والوجه الثاني: ما رواه المبرد عن بعضهم إنه كان يسمى (عنترا) أي هذا الوجه لا يجوز إلا الضم، هكذا ذكره النحاس، ويجوز أن يكون (عنتر) في هذا الوجه منصوبا بيدعون، والواو في قوله:(والرماح) واو الحال، والأشطان: جمع شطن وهو حبل البئر، يريد أن الرماح في صدر هذا الفرس بمنزلة حبال البئر من الدلاء؛ لأن البئر إذا كانت كثيرة الجرفة اضطربت الدلو فيها، فيجعل لها حبلان لئلا تضطرب، واللبان: الصدر، والأدهم: فرسه.