للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قوله تعالى: (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ)، وأوْ تقع لأحد الشيئين، نحو قول الشاعر:

أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي هَلْ يَرَى النَّاسُ مَا أَرَى ... مِنَ الأمْرِ أو يَبْدُو لَهُمْ مَا بَدَا لِيَا

(أَمْ عَلَيْنَا جَرَّى إِيَادٍ كَمَا قِي ... لَ لِطَسْمٍ أَخُوكُمُ الأبَّاءُ؟)

كانت إياد بن نزار تنزل سنداد، وسندا: نهر فيما بين الحيرة إلى الأبلة، وكان عليه قصر تحجُّ إليه العرب، وهو القصر الذي ذكره الأسود بن يعفر فقال:

أَرْض الخَوَرْنَقِ وَالسَّدِيرِ وَبَارِقٍ ... وَالقَصْرِ ذِي الشُّرُفَاتِ مِنْ سِنْدَادِ

قالوا: ولم يكن في نزار حيٌّ أكثر من إياد، ولا أحسن وجوها، ولا أمد أجساما، ولا أشد امتناعا، وكانوا لا يُعطون الإتاوة أحدا من الملوك، وكان من قوتهم أنهم أغاروا على امرأة لكسرى أنوشروان، فأخذوها وأموالا له كثيرة، فجهز إليهم كسرى الجيوش مرتين، كل ذلك تهزمهم إياد، ثم إنهم ارتحلوا حتى نزلوا الجزيرة، فوجه بعد ذلك إليهم كسرى ستين ألفا وكان لقيط بن يعمر الإيادي ينزل الحيرة، فكنت إلى إياد وهم بالجزيرة:

سَلاَمٌ فيِ الصَّحِيفَة مِنْ لَقِيطٍ ... إلى مَنْ بِالجَزِيرةِ مِنْ إِيَادِ

بِأَنَّ الليْثَ كِسْرَى قَد أَتَاكُمْ ... فَلاَ يَشْغَلْكُمُ سَوْقُ النِّقَادِ

أَتَاكُمْ مِنْهُمُ سِتُّونَ أَلْفاً ... يُزَجُّونَ الكَتَائِبَ كَالجَرَادِ

<<  <   >  >>