يعني عمرو بن هند، وقوله (غير شك) منصوب بمعنى يقينا، ولا يجوز أن يكون التقدير في كلهن البلاء غير شك، وسيبويه لا يجيز (غير ذي شك زيد منطلق)
وفي منعه إياه قولان: أحدهما أن العامل لا يتصرف؛ لأن العامل المعنى، وذلك أن قولك (زيد منطلق) بمنزلة قولك: أتيقن ذلك، فإذا كان العامل لا يتصرف لم يتقدم عليه ما عمل فيه، والقول الآخر إنه بمنزلة التوكيد، فكما لا يتقدم التوكيد لا يتقدم هذا، والبلاء هاهنا النعمة.
المُقسط العادل، ويروى (ملك باسط) ويروى بالنصب، ومعنى الباسط إنه يبسُطُ العدل، ويروى (وأكرم من يمشي) أي فعلا، ومن روى (وأكمل من يمشي) أراد عقلا ورأيا، وقوله (ومن دون ما لديه الثناء) معناه الثناء منَّا عليه أقل ما فيه، وعنده من الخير والمعروف أكثر مما نصف ونثني.
(إرمي) نسبه إلى إرم عاد، أي ملكه قديم كان على عهد إرم، وقيل: كأن هذا الممدوح من إرم عاد في الحلم، لأنه يروى إنه كان من أحلم الناس، وقال آخرون: ذهب إلى أن جسمه وشدته يُشبهان أجسام عاد وشدتهم، وقوله (بمثله جالت الجن) الجن في هذا الموضع: دهاة الناس وأبطالهم، وجالت: فأعلت من المجالاة، وهي المكاشفة، يقول: بمثل عمرو بن هند كاشفت الجن الناس، وآبت: رجعت