بالغداة وقد وقع عليها الجليد نشرت ريشها، وانتفضت: رمت بذلك عنها ليمكنها الطيران، وإنما خص بها الندى والبلل لأنها أنشط ما تكون في يوم الطل، وقيل: لأنها تسرع إلى أفراخها، خوفا عليها من المطر والبرد، كما قال:
لاَ يَأْمَنانِ سِبَاعَ اللَّيْلِ أو بَرَداً ... إن أظْلَمَا دُونَ أَطْفَالٍ لَهَا لجب
وبيت عبيد يدل على خلاف هذا؛ لأنه لم يقل إنها راحت إلى أفراخها، بل وصفها بأنها أصبحت والضريب على ريشها فطارت إلى الثعلب، يقول: هي قريب أن تنهض إذا ما رأت صيدها.