للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يكون الصفواء جمع صفاة كما قالوا: طرفة وطرفاء، والمتنزل: الطائر الذي يتنزل على الصخرة، وقيل: المتنزل السيل؛ لأنه يتنزل الأشياء، وقيل هو: المطر، والحاذ والحال: موضع اللبد.

(عَلَى الذَّبْلِ جَيَّاشٍ كَأَنَّ اهْتِزامَهُ ... إذا جَاشَ فِيهِ حَمْيُهُ غَلْىُ مِرْجَلِ)

الذبل: الضمور، ويروى (على الضمر)، واللجياش: الذي يجيش في عدوه كما تجيش القدر في غليانها، واهتزامه: صوته، وحميه: غليه، ويروى (على العقب جياش) والعقب: جرى يجيء بعد جرى، وقيل: معناه إذا حرمته بعقبك جاش، وكفى ذاك من السوط، و (على العقب) في موضع الحال.

ومعنى البيت أن هذا الفرس آخر عدوه على هذه الحال، فكيف أوله؟!

(مِسَحٍّ إذا مَا السَّابِحَاتُ عَلَى الوَنَي ... أَثَرْنَ الغُبَارَ بِالكَدِيدِ المُرَكَّلِ)

مسح: معناه يصب الجري صبا، والسابحات: اللواتي عدوهن سباحة، والسباحة في الجري: أن تدحو بأيديها دحوا، أي تبسطها، والوني: الفتور، قال الفراء: ويمد ويقصر، والكديد: الموضع الغليظ، وقيل: ما كد من الأرض بالوطء، والمركل: الذي يُركل بالأرجل.

ومعنى البيت: أن الخيل السريعة إذا فترت فأثارت الغبار بأرجلها من التعب جرى هذا الفرس جريا سهلا كما يسح السحاب المطر، و (على) تتعلق بأثرن، وكذلك الباء في قوله (بالكديد) ويروى (بالكديد السمول) وهي الأرض الصلبة.

<<  <   >  >>