للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حكمته أن قدر علي بكتمانه وإخفائه وعدم إفشائه وإبدائه إلى أن وفقني الله وألهمني (ونبهني وأفهمني) أن هذا القدر لا يكفيني ولا يخلصني، بل الواجب علي (في ذلك) إذاعة توحيده والنطق بتنزيهه وتحميده وإشاعة الإيمان برسوله سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -. فبادرت إلى [ما] يجيرني من العذاب الأليم ويقربني من جنات النعيم، فقلت معلنا بكلمة التوحيد ناطقا بالتنزيه والتمجيد:

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

ثم أسلم على يدي بحمد الله تعالى جميع أهلي وولدي وكل من سبقت له السعادة ممن كان يلازمني، وكل ذلك ألطاف من الله سبقت، ورحمة منه قد عمت وشملت، ورأفة سددت عبيده إلى طريق هداه (وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله). فله الحمد والشكر، وله الخلق والأمر، وبيده الخير والشر (والنفع والعز)، يضل من يشاء ويهدي من يشاء. لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون.

ولما قدر الله سبحانه وتعالى بما قضى به علي من الإسلام والدخول في دين خير خلقه عليه السلام، أشار علي بعض طلبة مدينة سبتة أعزهم الله تعالى وحرسها أن أؤلف جزءا في بيان ما هم عليه اليهود لعنهم الله تعالى من الضلالة والكفر الشنيع والشرك بالله البشيع، وما هم يعتقدونه من الكذب المحض في إنكار نبوة سيدنا ومولانا محمد - صلى الله عليه وسلم -، فيكون إن شاء

<<  <   >  >>