للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال ابن تيمية: هو موضوع. وفي " الذيل " هو كما قال (١)، وقال المُلاَّ علي القاري: لكن له معنى صحيح (٢).

[المثال السابع: «مَنْ عَرَفَ نَفْسَهُ فَقَدْ عَرَفَ رَبَّهُ»]:

حديث موضوع:

«مَنْ عَرَفَ نَفْسَهُ فَقَدْ عَرَفَ رَبَّهُ».

ذكر الجمهوريون هذا القول كثيرًا (٣)، واستدلوا به على أن الإنسان يعرف الله عن طريق معرفته لنفسه، ومعرفة النفس - عندهم - هي معرفة حقيقة أن الإنسان صاحب فردية متميزة لا يشبهه فيها أحد، فالتكرار ممتنع في توحيدهم، وبهذه المعرفة يتم للانسان - عند الجمهوريين - لقاء الله ومعرفة الله، ولا يتم لقاء الله في الزمان والمكان، وإنما يلقاه الإنسان في نفسه، فما وسعت الله السماء ولا الأرض وإنما يسعه قلب عبده المسلم - أو جسد الإنسان الكامل - وبلقاء الإنسان بربه يصل الإنسان حياته


(١) انظر: المُلاَّ علي القاري: " الموضوعات الكبرى ": حديث ٣٣١، ص ٢٦٠.
(٢) قال محقق " الموضوعات الكبرى " في هامش ص ٣١٠ من تعليقه على ما ذكره المُلاَّ علي القاري - في حديثه عن «القَلْبُ بَيْتُ الرَّبِّ» من أن له معنى صحيح إذا فسرنا القول - «مَا وَسِعَنِي أَرْضِي وَلاَ سَمَائِي، وَلَكِنْ وَسِعَنِي قَلْبُ عَبْدِي الْمُؤْمِنِ» - والذي لا أصل له، بمعنى وسع قلبه الإيمان بي وبمحبتي وإلا فالقول بالحلول كفر - قال [أي محمد بن لطفي الصباغ]: «أقول: ما دام قد ثبت أن الحديث موضوع فلا حاجة إلى مثل [هذا] التأويل لأن تساهل بعض العلماء في الأحاديث الضعيفة والموضوعة أتاح لأئمة الضلال ورؤوس الزيغ أن يستدلوا على ضلالهم وزيغهم بمثل هذه الأحاديث التالفة الساقطة، والحلول كفر كما ذكر المُصَنِّفُ، وهو اتجاه يقول به عدد من المتصوفة، ويلقنونه العامة ولا قوة إلا بالله.
انظر: " الموضوعات الكبرى ": حديث ٤٢٣، ص ٣١٠، ٣١١، وهامش الصفحتين المذكورتين.
(٣) انظر - على سبيل المثال - كتيب " الأصيل والأصلاء ": ص ١٢.

<<  <   >  >>