للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفَصْلُ الحَادِي عَشَرَ: إِدْخَالُ الجُمْهُورِيِّينَ لِجُزْءٍ كَبِيرٍ مِنَ السُنَّةِ النَّبَوِيَّةِ فِي البِدَعِ:

يرى الجمهوريون أن السُنَّةَ هي ما داوم عليه النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من عمل في خاصة نفسه كصيام المواصلة، والبدعة هي ما جَدَّ من قول أو عمل على ما فعله الرَّسُولُ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في خاصة نفسه سواء أكان هذا الأمر في حياته أو في حياة صحابته، ولا شك أن الجمهوريين قد توسعوا في مسألة البدعة على حساب السُنَّةِ، وجعلوا جزءًا كبيرًا من السُنَّةِ بِدْعَةً - حسب تعريفهم - أي أنهم جعلوا قرار النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأقواله ما عدا التي تتحدث عن حاله بدعة.

وقد خالفوا بذلك المسلمين جميعهم فمن المعروف أن أقوال النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأفعاله وتقريره سُنَّةً كما بَيَّنَّا في المباحث السابقة. كما أن الدين قد اكتمل بوفاة النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فما حدث في عهد النبوة لا يمكن أن يكون بدعة ما دام النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قد سمع به وأقره أو رآه وأقره. كما أن مذهب من يتوسع في البدعة من الفقهاء هو جعل ما أحدث بعد النبوة سواء أكان راجعًا إلى العبادات أو المعاملات بدعة، وجعل ما أحدث في عهد النبوة سُنَّةً (١).


(١) انظر: الشيخ محمد خضر: " رسائل الإصلاح ": ج ٢ المبحث الخاص بالسنة.

<<  <   >  >>