للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

معجمة الذال وقيل أنه المراد بقوله عز وجل (ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) وذرور الشمس ظهور ضوئها وشعاعها وشرقت الشمس بفتح الراء إذا طلعت وشرقت بكسر الراء إذا قربت من الغروب وأشرقت إذا صفا ضوؤها وأنار وقد أجاد القاضي التنوخي في وصف الشمس فقال:

ويوم كأن الشمس من تحت غيمة ... مفاخر فقد غطيتها بعيوب

إذا طلعت من فرجة فيه خلتها ... مخيلة جدوى من خلال جدوب

وقد مد سترا فوقها فكأنما ... تغطى بكفران ثولاب مثيب

قال مصنف الكتاب: إني لينغض علي إحسان هذا الرجل مع كثرة ما جاء به من تشبيه الأظهر بالأخفى وهو شيء كرهه أكابر العلماء ونصوا عليه وهو قد أغرى به لا يكاد يخلى منه تشبيها وهذه الثلاثة أبيات من هذا القبيل شبه فيها الأظهر بالأخفى:

أبو العلاء في شفقها في الطلوع

رب ليل كأنه الصبح في الحسن ... وأن كان أسود الطيلسان

قد ركضنا فيه إلى اللهو لما ... وقف النجم وقفة الحيران

ثم شاب الدجى وخاف من الهجر ... فغطى المشيب بالزعفران

الطغراني يصف الشمس في طلوعها والبدر في غروبه

وكأنما الشمس المنيرة إذ بدت ... يجنح للغروب وما غرب

متحاربان لذا مجن صاغه ... من فضة ولذا مجن من ذهب

قال ابو الحسن علي بن موسى الغرناطي: ضمني أنا ويحيى الكاتب فتذكرانا ما قيل في معاقرة الشراب في الشيب فأنشدني لنفسه:

لاموا على حب الصبى والكأس ... لما بدا زهر المشيب برأسي

والغصن أحوج ما يكون لشربه ... أبيان يبدو بالأزاهر كأسي

<<  <   >  >>