للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يبدي المذلة طعمها فإذا سرت ... فعلت كفعل الغادر المتسلط

تعطي الجبان شجاعة عرضية ... والنكس تيه الماجد المتحمط

ما خامرت عقل امرئ إلا غدا ... متبسطا سكرا وإن لم يبسط

يسعى بها صلف الشمائل أهيف ... لدن كغصن البانة المتخوط

سيان فعل مدامهولحاظه ... ورباضه للخابر المستنبط

ما بين جام بالمدام مكلل ... فيا وكأس بالحباب مقرط

وعلى الهضاب من النهار ملاءة ... سحق الحواشي أن تحط بتمغط

والشمس خافضة الجناح مسفة ... في الغرب تنساب انسياب الأرقط

أو كالعروس بدت فأسدل دونها ... جنبات ستر كالجياد مخطط

وأتى الظلام على الضياء كما أتى ... أجل على أمل فلم يتأبط

واستلأمت منه السماء بنثرة ... حصداء شرط فترها لم يمغط

والزهر يغمض في المجرة عوما ... عوم المها في جدول متعطمط

والنجم يرقى في السماء محلقا ... كنزو طفل في المهاد مقمط

واللهو قد سلب الجفون رقادها ... منا اغتباطا بالسرور المفرط

حتى تبدى الفجر في ذل الدجى ... يحكي نصول خضاب شعر أشمط

وتلاه مبيض الصباح كأنه ... عمل لمجتهد زكا لم يحبط

والتاج قرن الشمس عند ذروره ... كالتاج فوق جبين كسرى المقسط

هذاك آخر ما عهدت وطاح بي ... برق رعشت به ارتعاش مبرقط

وتحكمت فينا الشمول فلم تدع ... فينا صحيح تصور لم تخلط

أبو الحسن علي بن عطية البليسي المعروف بابن الدقاق

وعشية لبست رداء شقيق ... تزهى بلون للخدود أنيق

أبقت بها الشمس المنيرة مثلما ... أبقى الحياء بوجنة المعشوق

لو أستطيع شربتها كلفا بها ... وعدلت فيها عن كؤوس رحيق

<<  <   >  >>