كأنما النجم صيغ من ورق ... معلق من هلال الأفق في أذن
ولم يقل أحد في امتلاء نصفه كما قال ابن المعتز وهو من نادر التشبيهات الملوكية.
ما ذقت طعم النوم لو تدري ... لأن أحشائي على جمر
في قعر مسترق نصفه ... كأنه محرقة العطر
وللقمر من أول ظهوره إلى أخر سراره أسماء، الهلال، والطالع، والرمد، ونمير، والزبرقان، والباهر، والزمهرير، والغاسق، وطويس، وأوديس، وزريق، ودخير، والبدر، والحلم، وعفراء، والساهور، والسهر، والعقيب، وابن حمير. وقيل أن ابن حمير أسمه إذا أستسر والساتي، وهو اسمه باليونانية وقد تكلموا به والقمر. وقيل في تسميته بدرا قولان أحدهما أنه أشتق له من كونه يبدر بطلوعه غيبوبة الشمس وقيل سمي بدرا لكماله وتمامه. وذلك يكون في أربعة عشر ليلة من الشهر كما قالوا بدرة إذا بلغ المال نهاية العدد من الفضة وهي عشرة آلاف ووزنها من الدنانير وقيل في تسميته أيضا قمرا قولان أحدهما أنه اشتق له ذلك من القمرة وهو بياض تعلوه كدرة وقيل لأنه يقمر النوم ضياءها لأنها لا
تدري في ظهوره وإنارته كما ترى في مغيبه ونقصانه ومن ذلك أخذ العرب القمار لأن لاعبه يتغير قمرة له ومرة عليه والفخت ضوء القمر أول ما يظهر وبه سميت الفاختة لشبه لونها بذلك والعرب تسمي الشمس والقمر القمرين فيغلبون القمر والشمس أفضل منه لعلتين أحداهما التذكير والأخرى أنهم أنسوا بالقمر لأنهم يجلسون فيه للسمر، ويهديهم السبل في سرى الليل في السفر، ويزيل عنهم وحشة الغاسق، وينم على المؤذي والطارق، وذلك كما قالوا في دولتي أبو بكر وعمر رضي الله عنهما