كتاب الناسخ والمنسوخ - أبو عبيد

باب النكاح وما جاء فيه من النسخ - ج: 1 - ص: 91

يهودية بالمدائن (١) فكتب إليه عمر: أن خلّ سبيلها، فكتب إليه حذيفة:

أحرام هي؟ فكتب إليه عمر: لا ولكن أخاف أن تواقعوا المومسات منهن (٢).

قال أبو عبيد: يعني العواهر (٣) فنرى أن عمر- رضي الله عنه- إنما ذهب إلى ما في الآية وهو قوله عز وجل: وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ فيقول: إن الله إنما اشترط العفائف منهن وهذه لا يؤمن أن تكون غير عفيفة. ومثله الحديث الذي يروى مرفوعا إلا أنه مرسل (٤).

١٥٧ - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا أبو اليمان (٥) عن

---

(١) المدائن: بالفتح جمع المدينة، سمتها العرب المدائن لأنها مدائن سبع وهي مدينة فارسية إحدى مدن العراق فتحها كلها سعد بن أبي وقاص في صفر سنة ست عشرة في خلافة عمر بن الخطاب- رضى الله عنه.
(معجم البلدان ٥/ ٧٤).
(٢) روى نحوه الطبري فى جامع البيان، البقرة آية وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ أثر (٤٢٢٣) ج ٤ ص ٣٦٦، ٣٦٧ تحقيق محمود وأحمد شاكر.
وروى نحوه البيهقي وقال: وهذا من عمر- رضى الله عنه- على طريق التنزيه والكراهة. السنن الكبرى ج ٧، كتاب النكاح «باب ما جاء في تحريم حرائر أهل الشرك دون أهل الكتاب» ص ١٧٢.
وأورده ابن كثير في تفسيره وقال: وهذا إسناد صحيح.
(تفسير ابن كثير ١/ ٢٥٧).
(٣) العواهر: جمع عاهر وهن الزواني.
(النهاية ٣/ ٣٢٦).
(٤) المرسل في اصطلاح المحدثين يختص بالحديث الذي أسقط فيه ذكر الصحابي وذلك بأن قال التابعى الكبير: قال رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- أما المنقطع: فما إذا لم يلتق التابعي بالصحابي بل بينهما تابعي أسقط من السند، فإذا كان المسقط أكثر من واحد فمعضل ومنقطع، أما في اصطلاح الفقهاء والأصوليين فليس هناك تفريق بين المرسل والمنقطع فكلاهما مرسل. تدريب الراوي ج ١ ص ١٩٥، ١٩٦ تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف.
(٥) أبو اليمان الحكم بن نافع البهراني (بفتح فسكون) ينسب إلى بهراء قبيلة نزل أكثرها مدينة حمص من الشام، الحمصي، مشهور بكنيته، ثقة ثبت، من العاشرة، مات سنة اثنتين وعشرين ومائتين وهو ابن ثلاث وثمانين سنة.
(التهذيب ٢/ ٤٤١، التقريب ١/ ١٩٣).