للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[باب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والنسخ لتركهما بالإيجاب والتغليظ]

قال أبو عبيد: أما هذا الباب فلم نجد في القرآن كله آية واحدة جمعت الناسخ والمنسوخ غيرها وهو قوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ (١) فإن تأويلها جاء في بعض الأثر أن الآية كانت مرجاة غير معمول بها في أول الدهر إلى أوقات من الزمان موصوفة فإذا بلغها الناس أتاهم حينئذ أوان استعمالها والأخذ بها ثم جاءت أحاديث أخر بأن الآية محكمة يجب على الناس العمل بها إلا أنها على خلاف ما يتأولها العامة. فأمّا الوجه الأول:

٥٢٤ - فإن هشام بن عمار حدثنا عن صدقة بن خالد عن عتبة بن أبي حكيم قال: حدثني عمر (٢) بن جارية (٣) عن أبي أمية الشعباني (٤) قال:

أتيت أبا ثعلبة الخشني (٥) فقلت: كيف أصنع بهذه الآية يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ الآية فقال: سألت رسول الله عنها فقال: (٦) ائتمروا بالمعروف وتناهوا


(١) سورة المائدة آية ١٠٥.
(٢) الصواب عمرو كما في مشكل الآثار وسنن ابن ماجة وجامع الترمذي.
(٣) عمرو بن جارية- بالجيم- اللخمي، شامي مقبول، من السابعة.
(التقريب ٢/ ٦٦).
(٤) أبو أمية الشعباني: الدمشقي اسمه يحمد- بضم الياء وكسر الميم وقيل بفتح الياء-، مقبول، من الثانية (التهذيب ١٢/ ١٥ - التقريب ٢/ ٣٩٢).
(٥) أبو ثعلبة الخشني- بضم المعجمة بعدها نون-، صحابي مشهور بكنيته مات سنة خمس وسبعين، وقيل قبل ذلك بكثير، أول خلافة معاوية بعد الأربعين (التقريب ٢/ ٤٠٤).
(٦) كلمة «فقال» ساقطة من المخطوط وقد علقت في هامشه فأعدتها إلى موضعها.