إن الفرق بين جمع أبى بكر وجمع عثمان، أن جمع أبى بكر كان لخشية أن يذهب من القرآن شىء بذهاب حملته، لأنه لم يكن مجموعا فى موضع واحد، فجمعه فى صحائف مرتبا لآيات سوره على ما وقفهم عليه النبى صلّى الله عليه وسلم مشتملا علي الأحرف السبعة التى أنزل بها القرآن.
أما جمع عثمان، فكان لمّا كثر الاختلاف فى وجوه القراءة فجمع قراءات الناس على مصحف واحد، واقتصر فيه من سائر اللغات على حرف واحد وسمى ذلك (بالمصحف الإمام) وأجمع عليه سائر الصحابة، وتلقت الأمة ذلك بالقبول وتم إرسال المصحف الإمام إلى سائر الأقطار الإسلامية كمكة، والشام، واليمن، والكوفة وبقى واحد بالمدينة.